19 - 05 - 2025

محطــات | الجمهورية الجديدة

محطــات | الجمهورية الجديدة

* الوزير فى بلادنا ينتظر الجلوس على كرسى الوزارة بفارغ الصبر، حتى يمارس هوايتـه فى اصدار التصريحات ، والسيسي يحرمه من متعــة الإدلاء بالتصريحــات ويكتفه، ويتضح ذلك عندما يصرح الوزير فيقول " حسب توجيهات الرئيس "؟
* حتى فى مسألــة الدفــاع ، فى حــال إخفـاق الوزير ، يقوم السيسى بتولى الدفاع ولا يعطى الوزير فرصة الدفـاع عن نفسـه ، ربما لأنه ( السيسى ) لايريد لأحد أن يعلّم على رجاله ، لأنه هو الذى يختارهم، ولا يقبل أن يتعرض أحدهم للنقد ، مثلما يحدث من تأخير وتراجع فى مستوى أداء السكة الحديد، والذى تصدى له السيسى بأنــه أسند أمر السكة الحديد لأكفـأ ضابط !!
* وهـذا يجعـل الوزراء يختبئون خلف ظهـره، ويقفـون أمامـه مثل التلاميذ ، وكان هــذا واضحــا عندمــا وقف وزيـر الداخليـة ليــرد على سـؤال سأله السيسى، أثناء زيارته لقنـا ، وبعد أن جاوب الرجــل ظل واقفا ، لم يجلس إلا بعد أن تنبه السيسى لذلك ، وأذن له بالجلوس فجلس !!
* جميل طبعا أن يسود هذا الجــو من الاحتــرام بين الوزراء ورئيس الدولة ، فالتلاميذ فى المـدارس ، إذا اعتبرنا أن مصر مدرسة وناظرها السيسى ، يحترمـون النـاظـر باستثنـاء تلاميــذ مدرسـة المشـاغبين ، فهـؤلاء لن يعجبهم حتى لــو أحضرت لهم معلمة لتصحبهم فى رحلة نيلية على ظهر مركب ، وترقص لهم عشرة بلدى !!
* قد يقـول قائـل ، ومادمت قلت أن هـذا جميـل ، فلماذا تتطرق للموضوع ، وتجعل منـه مادة للكتابــة ، أقول ربما لأننا لم نتعود على هذا النظام ، نظام الفحت والردم ونحتـاج إلى وقت حتى نستوعب أن نظــام الجمهورية الجديـدة ، الرئيس يقوم فيه بدور " البنا والمناول " !!
* طبعـا هذا الدور الذى يقـوم به السيسى ليس من فراغ ، فالهدف منه عدم اعطاء فرصة للإعتراض والنقد، فالمتحدث هنا الرئيس، وكلام الرئيس أوامــر ، لا تقبـل النقاش ، ولا يعطى فرصة لأحد أن يطمع حتى فى منحة ، لأن الرد سيكون حاسمـا مثلما حـدث فى مؤتمــر قنــا ، عندمـا تعشــم من ينــوب عن القناوية فى منحة من السيسى فقال " أنا مش بأهادى حد " !!
* وبمـا أن السيسى يقــوم بالـواجب مع رجالــه ، فمن الطبيعى أن يقـــوم الرجــال بالواجب تجاه السيسى ، فكان لابد من رد الجميل ، وعلى طريقة " عاش إللى قال للرجال إنتوا نور عنينا  "، صرح وزير النقل بأن الرئيس تفقد بنفسه دورات مياه أحـد القطـارات، ليتـأكـد من آدميتها ، وعندمـا وجـه الوزير كلامــه للشعب قائـلا " عمركم شوفتوا رئيس بيعمل كـده "، كاد القلب أن ينفطر والدمعـة تفر من العين وجعلنــا ننسى تأخير القطـارات ، وعدم وصولهــا فى مواعيدهــا، ونشـد على أى تقصير السيفون !!

ــــــــــــــــــــــــــــ 
بقلم: بهاء الدين حسن 








مقالات اخرى للكاتب

محطـات | لماذا السكوت ؟